”كتاب المرأة والجنس” في حضرة الملتقى الأول لـ”مركز نوال السعداوي للفكر والإبداع”

استضافت مكتبة مصر الجديدة أول ملتقى تحت اسم "مركز نوال السعداوي للفكر والإبداع"،  وذلك في السابعة مساء يوم الأربعاء الموافق 28 سبتمبر، بحضور الدكتورة "نوال السعداوي" والباحثة في علم النوع الاجتماعي "غدير أحمد"، وأدرات الحوار الإعلامية "رباب كمال".   

التحريض على القتل بتهمة القلم

بدأ الملتقي بتسليط الضوء على الهجوم العنيف، الذى وصل إلى التهديد بالقتل و التحريض علي العنف الذى تعرضت أإليه "السعداوي"، عقب الإعلان عن تأسيس "مركز نوال السعداوي للفكر و الإبداع" الشهر الماضي أثناء انعقاد "ملتقي نوال السعداوي السادس عشر" في حضور أكثر من 400 شاب و فتاة، والسبب الآخر، هو مجمل أعمالها التي وصلت إلى سبعِ وخمسين تم ترجمة كثيرِ منها إلى أكثر من أربعين لغة تُوَزَع في جميع أنحاء العالم.

وتحدث المحامي "أحمد مقلد" في الجزء الأول من الملتقي، عن الإجرءات التي اتخدها المركز بعد الهجوم الذي حدث على "السعداوي" من قبل المذيع "سعيد حساسين" على قناة العاصمة، والمتحدث الرسمي باسم اتحاد الكرة "عزمي مجاهد" ، فتم تقديم بلاغ للنائب العام حمل رقم 11522 / 2016 ومرفق به CD خاص بالأهانات التي أنطوت على جرائم السب والقذف و التهديد بالإيذاء البدنى والتحريض على القتل فى حق الدكتورة نوال السعداوى، وتم تقديم طلب برفع الحصانة البرلمانية عن النائب سعيد حساسين، كما تم تقديم طلب للهيئة العامة للأستثمار و المناطق الحرة برقم 3145/ 2016 والمخولة قانوناً فى أتخاذ الأجراءات التأدبية ضد البرامج المخالفة وفقاً للقانون رقم 8 لسنة 1997 بشأن ضمانات وحوافز الأستثمار نطالب فيها بوقف بث وأذاعة برنامج أنفراد المذاع على قناة العاصمة وفى حالة عدم الأستجابة سيكون لنا موعد مع قضاء الإلغاء بمجلس الدولة.

كتاب المرأة والجنس... الجنس من منظور طبي

بدأت الباحثة "غدير أحمد" في استعراض كتاب المرأة والجنس الذي يحتوي على 203 صفحة، وتم إصداره لأول مرة عن "دار الشعب" عام 1968م، والذي علي إثره فصلت "السعداوي" من عملها في مكتب وزير الصحة آنذاك، ومنع نشر الكتاب في مصر لموقف الدولة وقتها المؤيد لختان الإناث، وتم إعادة نشره من قبل ناشر لبناني مرة آخرى عام 1972م.

وشرعت "غدير" في الحديث عن محتويات الكتاب، ملقية الضوء على " التشريح الجنسي للعضو الأنثوي"، ثم انتقلب إلى الفصل الثاني من الكتاب الذي يشرح "مفهوم العذرية" وأنواع "غشاء البكارة"، وأسباب فض "غشاء البكارة"، وثنائية الشرف والعذرية، ثم تحدثت عن "التربية والكبت" ملقية الضوء على الكبت التي تتعرض لها المرأة من خلال تربيتها، والنتائج الوخيمة المترتبة عليها.

وجدير بالذكر أن كتاب "المرأة و الجنس" هو أول كتاب يعارض ختان الاناث من منظور طبي و إجتماعي، كما يحتوي الكتاب على ( الطبيعة بريئة- الأسباب الحقيقية- علاقات نفعية- السيد والعبد- قيم مناقضة- الأسرة والمدينة- ما هو الحب- خطوات على الطريق).

نوال السعداوي: المخ هو العضو الجنسي الأول

بدأت "السعدواي" كلمتها بتسليط الضوء على أهمية كتاب "المرأة والجنس"، لافتة إلا أن رغم مرور 50 عاماً على إصدار الكتاب إلا أن أحوال المجتمع واحدة وكأننا ما زالنا في عهد الستينات، ونفس الموضوعات واحدة مثل الحديث عن ( غشاء البكارة- الختان- الحجاب-العذرية-ألخ..).

وانتقلت إلى الحديث على أهمية ربط قضية المرأة بالسياسة والاقتصاد، ولابد من تحرير العقول، كما تحدثت عن (شيزوفرينيا التدين) على حد وصفها، ذاكرة عن وضع زينة الوجه الصاخبة، واللباس الضيق الذي يظهر تفاصيل الجسد كاملة مع ارتداء (قطعة من القماش) على الشعر.

وانتقلت في الملتقي الـ17 لنوال السعداوي، إلي الحديث عن ختان الإناث والذكور، كاشفة  بأن محاولة إعادة العضو المبتور في الختان نجح لدي الرجل ولم ينجح للأنثي، مؤكدة أن المخ هو العضو الجنسي الأول، مختتمة حديثها على أن التعليم مصادره عدة يبدأ من الأب والأم ثم المجتمع ، وأن ماتكتبه حتي الآن هو نتاج ما تعلمته نتاج الصدمات التي تعرضت لها منذ طفولتها حتى الآن وقالت: "الكتابة تأتي من الصدمات".

تأثير "ملتقى نوال السعداوي" على الحاضرين

اعتلى أكثر من نموذج إيجابي على منصة الملتقى، لتسرد كيف أثر قلم "السعداوي" على حياتها، فبدأت امرأة أربعينية تتحدث عن أن الملتقى وصل تأثيره الإيجابي إلى حياة ابنتها ومواجهة الأب الذي اجبرها على الحجاب، ولكن لم تستسلم الأم للقيد المجتمعي والأسرة ووقفت أمام زوجها ونفذت إرادة ابنتها في (خلع الحجاب).

ونموذج آخر لفتاة في نهاية العقد الثاني من عمرها التي اقتطعت أكثر من 200 كيلو متر وأتت من الإسكندرية إلى القاهرة لحضور الملتقى لتحكي كيف أثر حضورها للملتقي أكثر من مرة وتحويلها من فتاة تابعة إلى فتاة مستقلة تتكأ على عملها من أجل الحصول على حريتها.